بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
قالت الوطنية سلوى الهرش على صفحتها بالفسيبوك : يوم 30 يونيو 2013 قامت الثورة في جميع محافظات مصر وللأسف شمال سيناء وتحديدا العريش العاصمة تجمع لا يقل عن ٥٠ شاب وفتاة للمشاركة كسائر المحافظات وقالوا : أرحل لمرسي ولأصحاب العام الأسود ولكن للاسف في نفس ذلك اليوم هجم التكفيريين علي مدينة العريش وتمركزو في قهوة بحري أمام كلية التربية ولم يجد الشباب سبيلا إلا القدوم لمنزلي ونزلت رغم أن كل جيراني وزوجي حاولو منعي للحفاظ علي حياتي ..
أضافت الوطنية سلوى الهرش : في هذه اللحظة يشهد الله انني فضلت أن تمثل سيناء كسائر محافظات مصر لكي لا يسعد بفكرة ولاية سيناء ورغم قوة سلاح الخونة ورغم انتشارهم في كل شبر حولنا نزلت وكنت اقود الشباب وكانت سيارتي الوحيدة في شوارع العريش .. شاروت بيدي لمن هم في النوافذ والبلكونات.
وأنا اقول .. انزلو سيناء بتضيع .. للأسف منزلوش .. اتصلت بالعديد من الرموز فاتهموني بالجنون ورفضو المشاركة وكلما قابلت أحد في الطريق يقول لي : ارجعي .. وأنا أقول لهم .. بنت الهرش لما بتنزل مبترجعش .. ووصلنا ميدان الرفاعي بعناية من الله وعندما وصلنا اخذت الميكرفون وهتفت .. أرحل .. أرحل .. أرحل .. ومسكت بيد ابني علي وقلت لهم .. نقدم أبنائنا فلذات أكبادنا فداء للوطن .. وإذا بضرب نار كثيف علينا .. وبعد كام يوم ذهبت لمسرح النائب عبد الحميد سلمي وصرخت في الناس .. لا تفرطو في سيناء فكان هناك أحد أفراد حماس الذي اتصل بهم وقال لهم .. هناك سيده تدعى سلوي الهرش تهتف في الناس ألا يفرطو في سيناء .. وبعد يومين تم ضرب نار على منزلي أكثر من ٨ ساعات .
في سياق متصل قالت الوطنية سلوى الهرش : اتصلت بمحافظ شمال سيناء وهو شاهد علي صوت ضرب النار علي وعلي زوجي وأولادي .. والحمد لله عناية الله حفظتنا .. ويشهد الله انني اخلصت أنا وأولادي وجندت سيدات وشباب لمعاونة الأمن .. أحييهم من كل قلبي وأنا مستعدة في أي وقت للدفاع عن تراب بلدي الغالي.
انتهى كلام الوطنية البطلة سلوى الهرش ابنة سيناء ومصر لتؤكد لأولي الألباب أن الأرض الطيبة نباتها طيب وأن من يفرط في وطنه يفرط في شرفه وعرضه .
الوطنية سلو الهرش ياسادة رضعت الوطنية منذ نعومة أظافرها وتربت وكبرت على حب الوطن فالتاريخ لايمكن أن ينسى البطل سالم على سالم الهرش .. ولمن يعرفه نقول أنه من مواليد 2 أكتوبر عام 1917 وشارك القوات المصرية في حربي 1956 و 1967 وترأس جمعية مجاهدي سيناء وفي عام 1956 قام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريم البطل سالم الهرش حيث منحه نجمة سيناء ونوط الشرف.
البطل سالم الهرش أعطى موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى والمخابرات الإسرائيلية درساً سجله التاريخ فبعد قيام إسرائيل بعدوانها الغادر على مصر يوم 5 يونيو عام 1967 واحتلال سيناء قامت المخابرات الحربية بدور عظيم بالتنسيق مع شيوخ وعواقل سيناء في مواجهة الاحتلال .
يوم 31 أكتوبر عام 1968 دعت قوات وقيادات الاحتلال الإسرائيلي إلى مؤتمر يضم شيوخ قبائل سيناء بحضور وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية وقامت الطائرات الإسرائيلية بنقل الإعلاميين والطعام والشراب إلى مكان التجمع في الحسنة .
كان هدف إسرائيل تدويل سيناء على لسان شيوخ سيناء .
تم اختيار الشيخ سالم الهرش للحديث وبمجرد أن أمسك الميكرفون قال : ( إن باطن الأرض أولى لنا من ظاهرها إن قبلنا أن تكون أرض سيناء غير مصرية .. فمن أراد التفاوض على أرض سيناء فعليه التفاوض مع جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية .. نحن مصريون ولن نقبل أن نكون غير مصريين وأنتم قوة احتلال ولابد لهذا الاحتلال أن ينتهي ) .
علت الهتافات وسط خزي القيادة الإسرائيلية ووسائل الإعلام الصهيونية والأجنبية وحاول الحاكم العسكري الصهيوني لسيناء حفظ ماء الوجه وإنقاذ مايمكن إنقاذه فأمسك بالميكرفون وقال : (غير موافق على رأي الشيخ سالم ).
بعد موقف البطل الشجاع الشيخ سالم الهرش أخذت إسرائيل تطارده فقرر الهروب ، وبالفعل نجح عن طريق الأردن ، وحضر إلى القاهرة واستقبله الرئيس جمال عبد الناصر وكرمه وأهداه نوط الامتياز من الدرجة الأولى ، وبندقية آلية ومسدساً ، ولكن البطل سالم الهرش رفض قبول الجزاء المادى وأهدى البندقية للقوات المسلحة المصرية .
يذكر أن الذي تولى هذا الملف الرائد يحيى شبابيك والرائد بدر الدين حامد من المخابرات الحربية المصرية.
يوم 28 أبريل عام 1981 فاضت روح البطل سالم الهرش إلى بارئها .
تعظيم سلام للوطنية البطلة سلوى الهرش ورحمة الله على روح البطل سالم الهرش .